*ذِكرى فَتوى الدِّفاع المُقَدَّسِ في ١٤شعبان: تَأصيلٌ تاريخيٌّ وأثَرٌ مُعاصرٌ*
بقلم: د. عباس القريشي
في الرابع عشر من شهر شعبان من كل عام، يحيي العراقيون ذكرى فتوى الدفاع المقدس التي أصدرها آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله) في عام ٢٠١٤م، وتعد هذه الفتوى من الأحداث التاريخية المعاصرة البارزة التي حفظت وجود كيان الدولة في العراق، وحافظت على مسار وجود الديمقراطية فيه، وأثَّرَت في السياسة الإقليميةِ والدَّوليَّةِ بشكل كبير، وأجهَزَتْ على المشاريعِ الإمبريالِيَّةِ والتَّأمرية اتِّجاه العراقِ وشَعبه
*التأصيل التاريخي:*
لقد جاءت فتوى الدفاع المقدس ردًّا على الهجوم الإرهابيِّ الدَّاعشيِّ واحتلالهِ أراضٍ عِراقِيَّةٍ واسعةٍ في ١٠مايو ٢٠١٤م، بقيادة التنظيمات الإرهابية، والقيادات البعثية، والأجندةِ الدَّولية.
وقد أعلنتْ المَرجِعيّةُ الدِّينيِّةُ رَفضها لهذا الهجوم، وعدَّتهُ اعتداءً على الشعب العراقي بجميع أطيافه.
وقد ترتب على هذه الفتوى مجموعةً من الأثارِ، هي:-
- *تعزيز الوحدة الوطنية:* ساهمت فتوى الدفاع المقدس في تعزيز الوحدة الوطنية في العراق ؛ فقد توحدَّت الشعارات الوطنية والدينية في وجه التحدي الخارجي.
- *تعزيز الثقة الشعبية بالنظام:* قوبلت فتوى الدفاع المقدس بتأييد شعبي كبير لم يسبقه مثيل، مما أدى إلى تعزيز الثقة بالنظام الديمقراطي في العراق.
- *التأثير على السياسة الإقليمية:* تسببت فتوى الدفاع المقدس في تأجيج التوترات الإقليمية، وخاصة فيما يتعلق بالعلاقات بين الدول المناهضة للإرهاب والدول الداعمة له.
- تقديم العراق حكومة وشعبا للعالم بوصفهما مناهضان للإرهاب ومحاربان للتطرف على المستوى الدولي.
*ختامًا:*
تبقى فتوى الدفاع المقدس نقطة تحول في تاريخ العراق الحديث، وتظهرُ إرادة الشعب العراقي في الدفاع عن استقلالهِ وسيادتهِ. ومع مرور السنوات، تبقى هذه الذكرى حاضرة في قلوب العراقيين وضمائرهم، ومصدر إلهام للشعب العراقي في مستقبله، ومحطَّ إعجاب للعالم بأسره.