banarlogo

فهم الإبادة الجماعية ضرورة معرفية لفهم جرائم داعش

فهم الإبادة الجماعية ضرورة معرفية لفهم جرائم داعش

د. قيس ناصر

باحث وأكاديمي

 

في أيلول 2015 أعلنت الجمعيةُ العامةُ للأممِ المتحدةِ اعتمادَ يوم التاسع من كانون الأول يوماً دولياً لإحياء وتكريم ضحايا جرائم الإبادة الجماعية ومنع هذه الجريمة.
إن الإبادةَ الجماعيّة تُعد من أخطر الجرائم في تاريخ البشرية، وتمتلك قائمة طويلة من الانتهاكات الأخلاقية والقانونية التي ما زالت تتزايد، لقد وجِدَ مصطلحُ الإبادة الجماعيّة في صياغتهِ الأُولى مع “ليمكين” (1900-1959) في عام 1944 حلاً للخلافات المستمرة داخل المجال الأكاديمي حول كيفية تعريفه بشكل متفق عليه وبشكل نهائي، إذ إنه حتى الحرب العالمية الثانية وظاهرة الإبادة الجماعية من دون تسمية إلى أن اهتم بها “ليمكين” بعد أن نشر كتاباً وصف فيه جرائم النازية في بولندا وغيرها بالإبادة الجماعية، من ثم اتسع استعماله في المجال القانوني من أجل توظيفه في وثيقة دولية قانونية ضمن مسودة اتفاقية 1948م لمنع حدوث جريمة الإبادة الجماعية، من ثمّ دخل المصطلح في الخطاب السياسي وأصبح متداولاً في العلم الاجتماعي والتاريخي، بدءاً من ثمانينيات القرن العشرين وبعد انتهاء الحرب الباردة، ظهر استعمال هذا المصطلح بقوة نتيجة الانفتاح على مسارات حقوق الإنسان وزيادة الاهتمام الأكاديمي به.
إن الهدف من دراسة الإبادة الجماعية هو فهم جرائم العنف، ومنع تكرارها ومعاقبة مرتكبها، وهذا يتطلب دراية كافية بالجريمة على رأي شو، فالإبادة الجماعية بنية لنزاع يتضمن علاقات اجتماعية بين فاعلين، وينبغي فهم السياقات البنيوية الأوسع التي ينشأ فيها هذا النوع من النزاع.
إنَّ الابادة الجماعية على وفق نظام روما الأساس للمحكمة الجنائية، وتم تعريفها وفق الآتي: (أي فعل من الأفعال (الآتية) يرتكب بقصد إهلاك جماعة قومية أو إثنية أو عرقية أو دينية، بصفتها هذه إهلاكا كلياً أو جزئياً: أ-قتل أفراد الجماعة، ب-إلحاق ضرر جسدي أو عقلي جسيم بأفراد الجماعة، ج-اخضاع الجماعة لأحوال معيشية يقصد بها إهلاكها الفعلي كلياً أو جزئياً، د-فرض تدابير تستهدف منع الإنجاب داخل الجماعة، هـ-نقل أطفال الجماعة عنوة إلى جماعة أخرى) وإن جميع الأفعال المذكورة تم ارتكابها وتوثيقها ومن ثم تقييمها على أنها إبادة جماعية كجزء من الجرائم التي ارتكبها تنظيم داعش الإرهابي، وإن أفعال الإبادة الجماعية التي تصيب جماعة بعينها لمجرد إن أفرادها تربط بينهم روابط معينة، دينية، عرقية، قومية…..إلخ. وتمثل أقصى درجات الوحشية والهمجية التي تنطوي عليها نفسيات مرتكبي هذه الأفعال.
ومثال على الإبادات الجماعية التي ارتكبها تنظيم داعش الإرهابي هي الإبادة التي ارتكبها ضد اتباع الديانة الإيزيدية، فقد صنفت بالشكل الآتي:
1- أفعال موجهة لقتل الإيزيديين ومحو وجودهم من أرض الواقع.
2- أفعال موجهة ضد تراثهم وحضارتهم ومعتقداتهم الدينية على رأي رنا الشمري.