بيان عالمي لمواجهة التوحش الصهيوني الفظيع

د. قيس ناصر

باحث وأكاديمي

   إنَّ العالمَ كله مدعوّ للوقوف في وجه هذا التوحش الفظيع…هذه العبارة هي جزء من البيان الصادر من مكتب سماحة السيد السيستاني (دام ظله) حول ما يتعرّض له قطاع غزة  من قصف متواصل في مختلف مناطقه، وهذه المرة لم توجه المرجعية الدينية العليا خطابها إلى منظمة أو حكومة أو مجموعة من الناس، بل وجهته إلى العالم أجمع؛ لأنَّ القضية الفلسطينية هي قضية إنسانية بالمرتبة الأولى، تنشدُ تحقق قيمة الإنسان، فهي لم تقتصر على اتباع دين أو مذهب أو لسان، بل أنها قضية تختبر انسانية الانسان، وهذا ما شاهدناه من تأييد إنساني للقضية، لهذا فالخطاب ينبغي أن يكون عالمياً وهذا ما أثبته البيان .

    إنَّ البيان شخّص الجرائم التي ارتكبها الاحتلال ومازال يرتكبها من قتل وتهجير وتدمير للبنى التحتية وحصار منع فيه الماء والغذاء والدواء وغيرها من ضروريات الحياة، في زمن قد علت فيه أصوات شاذة أيدت مثل هذه الجرائم بذريعة الدفاع عن النفس !!، وهي رسالة إلى الجميع بضرورة اظهار معاناة الفلسطينيين، بعد أن حاول الاحتلال إظهار نفسه على أنه الضحية !!!!

   إنَّ جرائم الاحتلال الأخيرة ما هي إلا سياسة للانتقام بحق من هم لا حول لهم ولا قوة، لتعويض خسارته المدوية وفشله الكبير في المواجهات الأخيرة، وفي الوقت نفسه، يريدها أن تكون فاتحة لارتكاب مجازر أكبر، وسياسات تهجير اعتمدها سابقاً، ويريد تكرارها، وهي سياسة متبعة منذ سبعة عقود .

ومن الجدير بالذكر إن بيان المرجعية قد ذكر طريقة حل جذري لهذه المأساة من خلال:

• نيل الفلسطينيين لحقوقهم المشروعة.
• إزالة الاحتلال عن أراضيهم المغتصبة .

وهذا هو السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والسلام ومن دون ذلك ستستمر المقاومة، وستستمر جرائم الاحتلال بحق الابرياء، فالبيان تعاطفٌ نبيل، ومخاطبة للإنسانية بأن تأخذ دورها، فالمسألة باختصار هي حق مغتصب ينبغي استرجاعه .