النظام البعثي ومحاربته للإسلام ومظاهره في المجتمع العراقي (4)

النظام البعثي ومحاربته للإسلام ومظاهره في المجتمع العراقي (4)

الأستاذ عبد الهادي معتوق الحاتم

 

جرائم نظام صدام بحق الشعائر الإسلامية .

على أثر استمرار المضايقات البعثية تفاقمت الأزمة مع مرور الزمن واتسعت الهوة بين السلطات البعثية وجماهير الشعب العراقي المسلم حتي تبلورت بشكل واضح في عام 1977 ، إذ حدثت الانتفاضة الكبرى بمناسبة أربعينية الإمام الحسين عليه السلام بين النجف وكربلاء . واعتقل على أثرها أكثر من عشرة آلاف متظاهر كما أعدم اثني عشر مجاهدا لاشتراكهم في التخطيط لها .
وبعدها أصدرت مديرية الأمن التعليمات التالية :
1 – يسمح بالزيارة الفردية للمواطنين كافة إلى العتبات المقدسة بالطريقة التي يختارها المواطن دون اللجوء إلى الوسيلة ويمكن توجه وفود المحافظات إلى مكان التجمع المخصص لهم في كربلاء مباشرة .
2 – يمنع جمع التبرعات النقدية لإقامة التعازي والمواكب ويمكن الاعتماد على الصرف من قبل أصحاب التعازي أنفسهم.
3 – يفتح الرصيد بمبالغ مناسبة لكل محافظة لغرض الصرف على هذه المناسبة .
4 – يمنع منح الاجازات الاعتيادية خلال عشرة المحرم الحرام والأربعين لكافة موظفي الدولة وعمالها إلا في الحالات الاضطراريـة .
5 – يبلغ الجهاز الحزبي والإداري بالابتعاد عن المشاركة في هذه الممارسات إلا بتكليف خاص وكذلك تثقيف المواطنين على المبادئ الوطنية والقومية والابتعاد عن هذه الممارسات .
6 – يتم عقد اجتماع رجال الأمن في كل محافظة لإفهامهم واقناعهم بطريقة العمل المقررة في هذه المناسبة ويكون بحضور اللجنة المكلّفة لهذا الغرض وتعتمد خطة القيادة القطرية أساساً للعمل .
7 – يتولى المحافظون التنسيق مع المنظمة الحزبية والأمن لاتخاذ بعض الإجراءات الطارئة ، على أن يبلغ السيد وزير الداخلية أو عضو القيادة القطرية المختص بالإجراءات المتخذة وتحدد نسبة العناصر السيئة بشكل واضح .
8 – يكون المحافظون ومسؤولو التنظيم ومديرو الأمن في اجتماع دائم .
9 – تتولى مديرية الأمن والشرطة تعزيز الأجهزة في كل من محافظتي كربلاء والنجف وتكون تلك المفارز بإمرة المحافظ وتحت توجيهـه .
10 – في حال استغلال هذه المناسبة من قبل عناصر عميلة ورجعية ومشبوهة وتوجيهها بشكل صريح ضد الحزب والثورة تتخذ ضد تلك العناصر الإجراءات الرادعة ، ويتم ذلك بقرارات القيادة ووفق توجيهها .
11 – إفهام رجال الدين بشكل واضح وصريح بعدم التدخل في الشؤون السياسية وإنّ الدولة تحترمهم كرجال دين يكرّسون حياتهم في الدين والعبادة والبحث الديني وفي حال تجاوزهم ستُحاسبهم على ذلك .
وعلى الرغم من أنّ مرتزقة البعث استطاعوا أن يكمموا بعض الأفواه ويقضوا على بعض المظاهر ، إلا أن الجماهير كانت أقوى منهم وأذكر في ابتكار الأساليب التي تعبر فيها عن مشاعرها تجاه سيد الشهداء عليه السلام ، وقد تجسدت هذه المشاعر الجماهيرية الجياشة في قصيدة رائعة نظمها الشاعر المرحوم حسين حمزة أمين وأحدثت ضجة كبيرة في وقتها وهي قصيدة “يا حسين بضمايرنا” ، التي تمكّنت أن تلخّص تاريخ القضية الحسينية وموقف الطغاة منها على مر التأريخ بشكل رائع .