أقام المركزُ العراقيُّ لتوثيق جرائم التطرّف التابع لقسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة بالتعاون مع المجلس الدولي للحوار الديني والإنساني اليوم ندوةً فكريّة حملت عنوان ” الدفاع عن القرآن واجب إنساني” على قاعة الشيخ الأنصاري في مجمع المرتضى “عليه السلام” في النجف الأشرف.
شارك في الندوة باحثون من مختلف الطوائف والأديان ، يتقدمهم العلامة آية الله سماحة السيد رياض الحكيم ، والقس شمعون يونس أصلان الكنسية الشرقية القديمة ، والراهبة لوجينا ساكو من دير راهبات بنات مريم الكلدانيات في روما ، والمونسنيور خالد عكشة لجنة العلاقات الدينية مع المسلمين في المجلس البابوي للحوار بين الأديان في الفاتيكان ،والسيد عمر البرزنجي وكيل وزارة الخارجية العراقية للشؤون متعددة الأطراف والشؤون القانونية ، والشيخ محمد النوري نائب رئيس مجلس علماء الرباط المحمدي ،، والشيخ ستار جبار الحلو رئيس طائفة الصابئة المندائيين في العراق والعالم ، والناشطة الحقوقية السويدية نتاليا لارشون ، وكان الدكتور علي الموسوي مديراً للندوة.
وشهدت الندوةُ حضور النخب من أساتذة الحوزة العلمية ، والأكاديميين ، والإعلاميين ، و الباحثين.
قدّم الباحثون المشاركون أوراقاً بحثية تضمّنت محاور عدة ،أكدوا فيها أنَّ الأديان السماوية تأمرنا جميعا في نشر السلام والمودة، هي من المتطرفين براء، وإن سلوكهم خروج على كل القيم وتجاوز للمحظورات ويؤكد أنهم جميعاً الصّورة المرئيّة للشرّ، فتعاليم السّماء تنهى البشر عن كلّ أعمال البغضاء والكراهيّة والعنف، فعلاً وقولاً.
وعن هدف الندوة قال الدكتور عباس القريشي رئيس المركز العراقي لتوثيق جرائم التطرّف : إن الندوة جاءت انسجاما مع خطاب المرجعية الدينية في نبذ العنف والتطرف ،وتثبيت قيم التعايش السلمي بين أتباع مختلف الأديان والمناهج الفكرية مبنياً على رعاية الحقوق والاحترام المتبادل بين الجميع.
وأضاف : إن جريمة حرق القرآن فعل إجرامي يتضمن التحريض والعداء والكراهية، بدليل أنه تسبب في مرات عديدة بعنف متبادل وخلق بيئة معادية للمسلمين بصفتهم الجماعية كمسلمين، بالإضافة إلى أنه يمثل عنصرية دينية واضحة.
وتابع : إن مثل هذه الأعمال العنصرية واللاأخلاقية تعمل على تأجيج مشاعر الكراهية وتضر بكافة الدعوات التي تدعو إلى السلام وحوار الأديان والعيش المشترك من أجل عالم يسود فيه السلام والوئام والتعاون الإنساني.
وشهدت الندوةُ مشاركات ومقترحات متعدّدة من قبل الأساتذة والحضور لدراسة الإمكانيات والسبل التي من شأنها أن تسهمَ في منع التطرّف ، وإشاعة روح التسامح والسلام بين الطوائف والأديان.