ataba_head

الطائفة الشيعية في التقارير الدولية قراءة في تقرير لجنة حقوق الإنسان لسنة 1998  (7)

الطائفة الشيعية في التقارير الدولية

قراءة في تقرير لجنة حقوق الإنسان لسنة 1998  (7)

الأستاذ المساعد الدكتور

رائد عبيس

عضو المركز العراقي لتوثيق جرائم التطرف

 

 

 

تعرض التقارير الدولية في العادة توصيفاً لحالات حقوق الإنسان في العراق بشكل عام، إلا أن تقرير السيد ماكس فان دير شتويل في لجنة حقوق الإنسان في العراق لسنة 1998 رقم 65  قدم وصفاً تفصيلياً بعض الشيء فيما يخص انتهاك حقوق الإنسان الشامل في العراق ، وأي حق مُتحصل بعيداً عن هذه الانتهاكات يكون مشوباً بالخوف والقلق الدائب من رعب السلطة وبطشها المفاجئ ، و يكون ثمنه شعور بمصالحة النظام، والقبول الجزئي والشامل بكل ممارساته.

 ذكر التقرير على نحوٍ خاص الانتهاكات التي طالت ” الطائفة الشيعية ” هكذا ذكرها التقرير بهذا العنوان ، معتمداً على ملاحظات لجنة حقوق الإنسان ومقررها الخاص في ذلك.

أشار التقرير إلى حادثة مقتل اثنين من علماء الدين من الطائفة الشيعية ويحظيان بالاحترام من المجتمع الدولي وهما آية الله العظمى الشيخ ميرزا الغروي وآية الله الشيخ مرتضى البوروجردي ، وجهت اللجنة إلى حكومة البعث ، رسالة تعبر بها عن قلقها من استهداف رجال الدين، أو بقصد استهداف ما أسمته “القيادة المستقلة للطائفة الشيعية ” وطالب المقرر بفتح تحقيق بحادثة القتل هذه ، إلا أن حكومة البعث كعادتها تتجاهل كل طلب بهذا الخصوص .

 كما أن المقرر الخاص رصد أحكام إعدام بحق ثمانية من رجال الدين الشيعة كانوا قد شاركوا في احتفال نظم بمناسبة ذكرى الإمام الحسين.

وكذلك رصد حادثة تعرض لها مكتب الشيخ آية الله العظمى بشير النجفي، كان قد هوجم بقنبلة يدوية من قبل مجموعة من الرجال المسلحين أثناء تأدية مراسيم دينية، أدى هذا الهجوم إلى وفاة ثلاثة رجال وجرح الشيخ بشير النجفي.

توالت مثل هذه الجرائم البعثية على الطائفة الشيعية وقياداتها الدينية منذ تولي حزب البعث الحكم في العراق ، وكانت قد تضاعفت بعد الانتفاضة الشعبانية في عام 1991، فكانت هناك عمليات اعتقالات ، واغتيالات ، وتهجير، وممارسات تضييقية على نشاطهم الديني، والاجتماعي ، وقرارات الإقامة الجبرية، والمراقبة الشديدة، والاخفاء القسري لأكثر من 100 رجل ديني شيعي لم يعرف مصيرهم .

مثل هذه الممارسات البعثية ،صنفت على وفق التقرير بأنها انتهاك صارخ ، ومشين، لكل قيم الإنسانية، وحريات التعبير عن الرأي، والمعتقد، والحق في ممارسة الحياة بشكلها الطبيعي،  الذي جعلها نظام البعث ممارسة غير طبيعية ؛ لأنه قد بث الخوف، والرعب، والقلق، في نفس العراقيين ، وعدم الارتياح الدائب في حياة كل عراقي كان في زمن حكم البعث، هي تعبر عن حجم الكابوس الذي بقي يؤرق مضاجع أهله.

ونحن على يقين أن هناك انتهاكات جسمية تعرضت لها الطائفة الشيعية في زمن كتابة هذا المقرر من قبل السيد ماكس فان ، ولكن لم تصل لها استقراءات اللجنة الخاصة بكتابة المقرر آنف الذكر.