قصّة وثيقة (20)
توجيهات (القتل الفوري)
الأستاذ عبد الهادي معتوق الحاتم
هذه الوثيقة صادرة من أمين السر العام لوزارة الدفاع الفريق الركن إبراهيم إسماعيل محمد وموجهة الى وزير الدفاع وتأريخها 9/آذار/1994 وهي تتضمن الإشارة إلى توجيهات الوزير خلال زيارته الى محافظة واسط في 8/آذار/1994 ولقائه بمسؤول تنظيمات واسط وميسان لحزب البعث ورئيس أركان الجيش ومعاونه للعمليات ومحافظيهما وأمناء سر فروع الحزب في المحافظتين وقائد الفيلق الرابع ، هؤلاء استلموا توجيهات من وزير الدفاع ، والتي يعرف من خلال تلك الوثيقة أنها بخصوص الذين يقاومون الجيش حيث وجه الوزير بقتلهم فوراً ، لكن هذا الرجل أمين السر العام لوزارة الدفاع هو ومجموعته الاجرامية باشروا بقتل الأبرياء فوراً دون الاستناد على أمر تحريري ، وهذا ليس غريبا أو جديدا على هؤلاء المجرمين الجلادين فقد قتلوا الكثير من الأبرياء من أبناء الشعب العراقي وهذا وأمثاله تخرجوا من مدرسة البعث الإجرامية وصرح بهذه الوثيقة بأنَّها التزام الأمر الشفهي فقط ، أن هذه الوثيقة والوثائق التي تليها تعكس مدى بشاعة نظام البعث وإيغاله في الجريمة ، إذن ماذا يعني الاجتهاد بالقتل فوراً دون الرجوع إلى قانون أو أمر تحريري ؟ على الرغم من أنها تصب في نفس المصب وماذا أراد هؤلاء الجلادون من هذا العمل الهمجي ؟ هل أرادوا أن يقتربوا أن يتقربوا بقتل هؤلاء الأبرياء إلى طاغيتهم ؟ أسئلة كثيرة جوابها يكاد أن يكون واحدا وهو أن هؤلاء هم جزء من نظام البعث المجرم ولا غرابة في ارتكابهم مثل هذه الجرائم بل أبشع منها ، وهؤلاء الذين تتحدث عنهم الوثيقة والتي أمر الجلادون بقتلهم فوراً هم مواطنون عراقيون يعيشون في مناطق الأهوار والمناطق القريبة منها وهم أناس بسطاء في طريقة عيشهم وطيبون كطيبة الأهوار لكنهم يعشقون الحرية ، ولما رأوا النظام الصدامي يعتدي على منطقتهم ويطلق العنان لوحوش البعث في العبث ببيأتهم الجميلة ويجففون مياهها وأخذوا يقاومون القوات البعثية التي تدخل الى منطقتهم وهذا حق مشروع لهم بأن وحوش البعث أتت على الأخضر واليابس نفثت سمومها في ربوع الاهوار وراحت تقتل الإنسان والنبات والحيوان وكلف ذلك العراق ضياع ثروات اقتصادية مهمة ومنها الثروة السمكية والحيوانية التي كان يعيش عليها سكان الأهوار وكذلك اعتدى نظام الجريمة على الطبيعة التي يمتد عمر وجودها الى مئات السنين .