banarlogo

أكثر من ثمان سنوات ونصف وبعض مرتكبي مجزرة سبايكر لم تنالهم العدالة

أكثر من ثمان سنوات ونصف

وبعض مرتكبي مجزرة سبايكر لم تنالهم العدالة

د. قيس ناصر

جامعة البصرة

 

     في يوم الخميس الماضي، الموافق 26/1/ 2023، أعلن إعلام مجلس القضاء الأعلى، في بيان له أن (المحكمة الجنائية المركزية في رئاسة استئناف بغداد الرصافة، أصدرت أحكاماً بالإعدام بحق أربعة عشر مجرماً إرهابياً عن جريمة الاشتراك في مجزرة سبايكر عام 2014)، فضلاً عن إشارة البيان إلى أن المجرمين الإرهابيين اشتركوا في تنفيذ مجزرة سبايكر عام 2014،  بعد قتلهم أكثر من 1700 شخص من طلاب القاعدة العسكرية لدوافع إرهابية في محافظة صلاح الدين .

   وهذا الأمر يدعو إلى الإشادة بجهود القضاء العراقي الذي يسعى إلى تحقيق العدالة، وانصاف الضحايا، فضلاً عن التأني في إصدار الحكم من أجل بيان الحقيقة؛ لأن المتهمين بارتكاب هذه المجزرة هم مئات المجرمين، مع التأكيد أن هذا الحكم لم يكن الأول، فقد تم في سنوات سابقة ومختلفة، إصدار أحكام  أيضاً، مثلاً  في سنة2015 حُكم بالإعدام على (24) مجرماً من مرتكبي المجزرة، وفي سنة 2016 تم إصدار حكم الإعدام على (36) مجرماً، واستمرت الأحكام بالصدور تباعا، وصولاً الى حكم الاعدام الأخير على 24 من مرتكبي المجزرة، لكن الموضوع الذي ينبغي تأكيده وكما هو متداول في الإعلام بين الفترة والأخرى يتم القاء القبض على متهمين بتنفيذ الجريمة بعضهم أُلقي القبض عليهم في العراق، وآخرين في دول الجوار، وبعضهم الآخر وصل إلى دول أوربية، وهؤلاء جميعهم أفراد (آحاد)، بينما مقاطع الفيديو والصور التي نشرها المجرمون أنفسهم تشير إلى أن المنفذين بالمئات، نعم، بعضهم قد تم قتلهم أثناء معارك التحرير، إلا أن جزءاً منهم لايزالون غير ملقى القبض عليهم، وهذا الأمر يحتاج الى تظافر جهود كبيرة دولية ومحلية ؛لأن من ارتكب الجريمة – وليست أية جريمة، فقد تم وصفها بأنها من أبشع الجرائم التي ارتكبت في القرن الحادي والعشرين- لا يمتون للإنسانية بصلة، بل أنهم يمثلون أقسى وأبشع سلوك حيواني، وهذا يدعو إلى تحقيق العدالة والاقتصاص من مرتكبيها .

المسألة الثانية التي ينبغي الوقوف عندها، وهي عدد الضحايا، إذ دائماً ما نسمع في الإعلام الرسمي سواء في شبكة الإعلام العراقي، أم في إعلام المؤسسات الحكومية الأخرى الإشارة إلى العدد بـ 1700، بينما الواقع يشير إلى أكثر من هذا العدد فوزارة الدفاع لديها إحصائية تتضمن 2013 ضحية، والمركز العراقي لتوثيق جرائم التطرف في إحصائيته التي أصدرها ضمن الموسوعة الوثائقية لمجزرة سبايكر بلغ 2156 ضحية استنادا إلى تقارير الوزارات(الدفاع، العدل، الصحة، وغيرها من المؤسسات الحكومية)، بعد مقاطعة الأرقام والأسماء والتأكد منها، هذا الأمر يدعو دائما إلى تصويب العدد بأنه ليس 1700، إنما 2156 ضحية .