banarlogo

جرائم نظام البعث في العراق في تقارير منظمة العفو الدولية تسجيل إفادات الضحايا

 

د. رائد عبيس

عضو المركز العراقي لتوثيق جرائم التطرف

من هم هؤلاء الضحايا؟
سجلت المنظمة إفادات الضحايا من جميع الفئات العمرية، أطفال، وشباب وشيبة، ومن كلا الجنسين، نساء ورجال، ومن جميع أطياف الشعب العراقي من دون استثناء، ومن جميع التوجهات الدينية، والسياسية، والقومية وغيرها، بل حتى البعثيين منهم! ([1]).
مع كل الصعوبات التي تؤكدها منظمة العفو الدولية في الحصول على معلومات مباشرة عن حالات التعذيب لهؤلاء الضحايا في السجون والمعتقلات العراقية؛ بسبب عدم تعاون السلطة البعثية ونفيها المتكرر لها، إلا أن المنظمة استطاعت أن تحصل على إفادات، وأن تسجلها بشكل دوري وتعلن عنها في تقاريرها، ومنشوراتها، وإحاطتها، وفعالياتها. ولجأت المنظمة إلى تتبع أقدم حالات التعذيب على يد السلطة البعثية عبر وسائل متعددة، منها تلقي الإفادات والشهادات الشخصية وتدوينها ومقابلاتها مع الضحايا، وذكروا لهم تفاصيل ما تعرضوا له على يد العناصر الأمنية والحزبية، بعد هربهم من العراق إلى بلدان الجوار، أو بلدان أخرى. وسعت المنظمة إلى متابعة العراقيين الذين تم ترحيلهم إلى إيران، أو الذين هربوا إليها؛ لتسجيل ما يؤكد المزاعم التي تأتيهم بشأن التعذيب الممنهج في معتقلات النظام البعثي. وسجلت هذه الشهادات بطرائق متعددة، منها: التسجيل الفيديوي، والتصوير، والمقابلات المسجلة صوتياً، وتحرير الشهادات وتدوينها خطياً، وتسجيل أسمائهم، وحالاتهم في قوائم خاصة وسجلات توثق هذه الإفادات، وتسجيل الشكاوى ضد حكومة النظام بتلك الانتهاكات، فضلاً عن جمع وملاحقة جميع حالات العراقيين المعذبين في دول الشتات، بما يحقق تلك الإدانات التي تؤكد نهج حكومة البعث الذي اخترق به جميع المواثيق الدولية والمحلية. وهناك وثائق صدرت عن المنظمة تؤكد تحصيل شهادات من هذا القبيل في دول المهجر، ومن جميع مكونات الشعب العراقي وضحاياه، كانت قد جمعتها بواسطة فرقها البحثية والتحقيقية.([2])
تدعم المنظمة هذه المعطيات من خلال إجراءات المقابلات الصحية في عيادات الطب النفسي، والجسدي، والعقلي، أو المقابلات الميدانية مع الضحايا كما حصل مع أهالي الأهوار، وأهالي حلبجة الذين هربوا إلى إيران وتركيا؛ لتعزيز مزاعم الضحايا الذين قدموا تلك الشهادات. وترى المنظمة أن هناك تطابقاً تاماً بين الادعاءات التي يقدمها الضحايا وتقارير الفحص الطبي؛ مما يعني أن النظام اعتمد منهجيا تلك الأساليب مع جميع ضحاياه، وبشكل مستمر، وإن كانت تتفاوت من حيث الشدة، ونوع التعذيب وطرقه، إذ سجلت المنظمة وقائع صحية ملموسة عن سلامة الضحية الجسدية، والنفسية، والعقلية، تلقى الضحايا على إثرها برامج علاجية طويلة الأمد؛ من أجل شفائهم، ونسيان الماضي بقدر ما يمكن.
وتلقت المنظمة شهادات مكتوبة من الضحايا، وشكاوى، وصور، وإفادات سجلتها منظمات صديقة متعاونة مع المنظمة؛ لكشف انتهاكات نظام البعث، وإعلانها للرأي العام الدولي، وحث النظام البعثي على التوقف عن تلك الانتهاكات، والالتزام بالمواثيق الحقوقية. ([3])

 

[1] منظمة العفو الدولية، نشرة، تحت الأضواء، معاملة الأطفال بوحشية في العراق، عام 1989، ص4.
[2]  منظمة العفو الدولية، تقرير، التعذيب في العراق، 1982-1984، ص3 -5.
[3] منظمة العفو الدولية، دليل التعذيب، MDE,14/06/81، ص 3.