على الرغم من الانخفاض النسبي في عدد الحوادث الإرهابية في العراق خلال عام 2016، إلا أن البلاد ظلت تشهد مستوى مرتفعاً من العنف، خصوصاً في المحافظات التي بقيت تحت سيطرة كيان داعش الإرهابي، مثل نينوى والأنبار. فقد واصل داعش تنفيذ عملياته الإرهابية بوسائل مختلفة، مستهدفاً المدنيين والبنى التحتية الحيوية في أنحاء متعددة من البلاد.
ومن تلك الحوادث بتاريخ 25/3/2016 تفجير ملعب الحصوة بحزام ناسف استهدف ملعباً لكرة القدم راح ضحيته أكثر من (40) شهيداً وحوالي 105 جرحى، وتفجير في مدينة الحلة بواسطة شاحنة وقود مفخخة استهدف سيطرة الآثار عند المدخل الشمالي لمدينة الحلة؛ مما أدى إلى استشهاد (60) وإصابة (70) آخرين، واستهدفت مدينة السماوة بانفجار سيارتين مفخختين؛ مما أسفر عن استشهاد (33) شخصاً على الأقل، وإصابة (75) آخرين، فضلاً عن استهداف إحدى محطات الوقود في منطقة الشوملي القريبة من مدينة الحلةK وبلغ عدد الشهداء في هذا التفجير (100) شخص و (50) جريحاً، كذلك تفجيرات الكرادة الشرقية في ليلة عيد الأضحى المبارك في محافظة بغداد، وأسفرت عن استشهاد أكثر من (324) شخصا، وجرح (250) آخرين، وأدى التفجير إلى احتراق عدد من المباني التجارية القريبة، وفي 8 أيار 2016 قام كيان داعش الإرهابي بإعدام (27) مدنياً في الموصل بينهم فتاة شابة في العشرينيات من العمر بتهم ذات خلفيات طائفية وإثنية، وفي 11 أيار استشهد (100) شخص وجرح (117) آخرون من جراء هجمات انتحارية نفذها كيان داعش في مدينة الصدر في العاصمة بغداد، وفي 17 أيار أسفرت هجمات انتحارية استهدفت المقاهي والمحال التجارية في بغداد إلى ما أدى إلى استشهاد ما لا يقل عن (44) شخصاً، وجرح (99) آخرين، وفي 3 تموز استُشهد ما لا يقل عن (200) شخص، وأصيب أكثر من (250)، وتبنى كيان داعش هذه الهجمات، فضلاً عن تفجير محطة وقود الشوملي في مدينة الديوانية في 24 تشرين الثاني 2016 بواسطة تفجير سيارة مفخخة استهدفت حافلات تقل زواراً عائدين من كربلاء المقدسة أدى إلى استشهاد نحو (100) شخص، وإصابة (50) آخرين.
وحدثت هجمات أخرى في الفلوجة أسفرت عن استشهاد (10) أشخاص، وفي محافظة كربلاء استُشهد (5) أشخاص على الأقل في هجوم استهدف زوار العتبات المقدسة، وقد أعلن داعش مسؤوليته عن جميع هذه الهجمات، وقام بتنفيذ العديد من الإعدامات اليومية في المدن التي سيطرت عليها شملت مختلف شرائح السكان، منها بتاريخ 7 آب، إعدام (45) شخصاً من سكان الحويجة في محافظة كركوك، وأعدم أكثر من (40) شخصاً خلال شهري تشرين الأول وكانون الأول في مركز قضاء الحويجة والقرى التابعة لها. وأشارت المصادر أنهم أعدموا بتهم خيانة داعش أو انتمائهم للقوات الأمنية، وقام كيان داعش الإرهابي باحتجاز ومحاصرة المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرته، واستخدامهم كدروع بشرية في أثناء المعارك مع القوات الأمنية.
ولم تقتصر آثار الإرهاب على الشهداء والجرحى فحسب، بل تجاوزت ذلك إلى تداعيات إنسانية وأمنية، منها موجات نزوح جماعي خاصة من محافظات نينوى وصلاح الدين والأنبار مع بدء المعارك العسكرية لتحرير هذه المناطق، فضلاً عن معاناة النازحين الذين واجهوا ظروفاً إنسانية صعبة في المخيمات، يضاف إلى ذلك تدمير البنية التحتية والمنازل.
بلغ عدد الحوادث الإرهابية لهذا العام أكثر من (3360) حادثاً تباينت في توزيعها المكاني بحسب المحافظات وبالشكل الآتي: (السليمانية، النجف، دهوك، المثنى، واسط، كربلاء، البصرة، ذي قار، أربيل، بابل، كركوك، ديالى، نينوى، صلاح الدين، بغداد، الأنبار) بعدد حوادث إرهابية بلغت في كل منها: (2 ،2 ،3 ،4 ،4 ،5 ،5 ،6 ،28 ،147 ،201، 342 ،445،367، 795 ،1001) على التوالي لكل منها، خلفت أكثر من (12207) شهداء، وجرح (14288) آخرين.
يمكن تلخيص أبرز ما ميز الإرهاب في العراق خلال عام 2016 بما يأتي:
- التصعيد في الحوادث الانتحارية لاستهداف الأسواق والتجمعات السكانية بهدف إيقاع أكبر عدد من الضحايا، وتشتيت جهود القوات الأمنية في تحرير المدن.
- استخدام المدنيين كدروع بشرية كما حصل في الموصل والشرقاط والحويجة في أثناء معارك التحرير.
- التصفية الميدانية والإعدامات الجماعية لبعض سكان المدن التي تحت سيطرتهم بتهم الخيانة أو التعاون مع القوات الأمنية.
- استهداف البنى التحتية المدنية مثل محطات الوقود والمحال التجارية وتدمير المواقع الأثرية.
- تأثيرات عابرة للحدود تمثلت في نزوح آلاف العراقيين إلى مخيمات داخل سوريا، مثل مخيم الهول في الحسكة.
- اتخذ الإرهاب طابعاً مزدوجاً، فهو من جهة وسيلة دفاعية لكيان داعش من أجل المحافظة على الأراضي الواقعة تحت سيطرته، ومن جهة أخرى أسلوباً للانتقام ونشر الفوضى.
- مثلت العاصمة بغداد مركز الثقل في عدد الهجمات الإرهابية، فيما بقيت الأنبار ونينوى ساحات المواجهة المباشرة بين القوات الأمنية وكيان داعش الإرهابي.
- استمرار ارتفاع حجم الضحايا يظهر إصرار داعش على إلحاق أكبر خسائر بالمدنيين، ما جعله يرتكب جرائم ترتقي إلى جرائم ضد الإنسانية على وفق القانون الدولي الإنساني.