شهد المؤتمر الدولي السنوي (ذاكرة الألم في العراق)، إقامة جلسة بحثية عن جرائم التطرف ضد المكونات العراقية. جاء ذلك ضمن فعاليات اليوم الثاني لمؤتمر (ذاكرة الألم في العراق) الذي يقيمه المركز العراقيّ لتوثيق جرائم التطرُّف التَّابع لقسم الشُّؤون الفكريَّة والثقافيَّة في العتبة العباسية المقدَّسة، بالتعاون بين كرسي اليونسكو لدراسات منع الإبادة الجماعية في كلّية الآداب – جامعة بغداد، ومؤسَّسة الشهداء، ومؤسَّسة السجناء السياسيّين، والهيأة الوطنيَّة العُليا للمساءلة والعدالة وجامعة بغداد. وناقشت الجلسة بحثًا بعنوان (الآشوريون في حملة الأنفال عام 1988م) للباحث من كلية العلوم الإنسانية في جامعة دهوك السيد لورنس نادر مخو، وأدار الجلسة الدكتور يحيى البياتي. وذكر مخو في ملخص بحثه، أنّ “الآشوريين يُعدّون من المكونات التي تألمت كثيرًا في العراق، وحملة الأنفال إحدى أسوأ السياسات التي انتهجتها الحكومات العراقية ضد الآشوريين، إذ استخدمت فيها أبشع الوسائل وأخطر الأسلحة ضدهم، إلى جانب تعرّض القرى الآشورية للدمار، ما أجبر الآلاف منهم على الهجرة إلى تركيا وإيران، تاركين وراءهم كل ما يملكون حفاظًا على أرواحهم، ولم يتمكن بعض سكان القرى من الوصول إلى الحدود، في حين استطاع آخرون العبور إلى الأراضي التركية، إذ تلقوا وعودًا بالعفو العام، الذي لم يشملهم في النهاية، وما يزال مصير الكثيرين منهم مجهولًا، ولم يُعثر على أي أثر لبقاياهم”. وأضاف أنّ “أهمية الدراسة تعود إلى إظهار سياسات الحكومات العراقية تجاه الآشوريين منذ عام 1921 ومرورًا بمأساة مذبحة سميل، وخصوصًا بعد صعود البعثيين على الحكم، وبما فيها حملة الأنفال عام 1988، التي تُعدّ من أبشع السياسات العراقية تجاه الآشوريين، وآثار هذه الحملة على الآشوريين هي الأسوأ من الناحية النفسية والبشرية أو الاجتماعية”.