banarlogo

فعاليات اليوم الثاني الصباحية من مؤتمر “ذاكرة الألم في العراق” الذي ينظمه المركز العراقي لتوثيق جرائم التطرّف

2Y7A1140

شهدت قاعة الإمام الحسن (عليه السلام) في العتبة العباسية المقدسة صباح يوم الأربعاء الموافق 17 نيسان 2025، انطلاق فعاليات اليوم الثاني من مؤتمر “ذاكرة الألم في العراق”، الذي يتبنّاه المركز العراقي لتوثيق جرائم التطرّف، بالتعاون مع كرسي اليونسكو لدراسات منع الإبادة الجماعية في كلية الآداب – جامعة بغداد، ومؤسسة الشهداء، ومؤسسة السجناء السياسيين، والهيأة الوطنية العليا للمساءلة والعدالة.

وتناولت الجلسة الصباحية عدة بحوث علمية سلطت الضوء على الجرائم والانتهاكات التي تعرّض لها العراقيون خلال العقود الماضية، ولا سيما ضحايا المقابر الجماعية، وجرائم النظام السابق، وأزمات ما بعد 2003.

قدّم الدكتور مازن الحمداني من مديرية شهداء النجف بحثًا ميدانيًا بعنوان “ضحايا ومواقع المقابر الجماعية في النجف الأشرف – دراسة استقصائية”، تناول فيه بالأرقام والشهادات الموثقة الضحايا الذين استُهدفوا لأسباب طائفية وقومية، من كلا الجنسين، بمختلف الأعمار، مع تأكيد أن أكثر من 90٪ من الضحايا كانوا من الذكور.

أما الباحثة د. فاطمة عبادي من جامعة الكوفة، فقد عرضت بحثًا تحت عنوان “المقابر الجماعية في العراق: من التعتيم إلى الاكتشاف 1968-2003″، استعرضت فيه سياسات الإخفاء والتعتيم التي اتبعها النظام البعثي، وما تلاها من جهود وطنية ودولية لاكتشاف مواقع تلك المقابر بعد سقوط النظام.

في حين ناقش الدكتور مهدي سعدون جعفر من مؤسسة إنقاذ التركمان، أوجه القصور التشريعي في “قانون الناجيات” وتأثيره على حرمان التركمانيات الناجيات من داعش من نيل حقوقهن، داعيًا إلى تعديلات قانونية وإجرائية شاملة تضمن الإنصاف لجميع المكوّنات.

من جانبها، طرحت الدكتورة عطور الموسوي من وزارة العمل والشؤون الاجتماعية ورقة بعنوان “ضوء على العدالة الانتقالية في العراق”، انتقدت فيها ضعف أداء مؤسسات العدالة الانتقالية، وعدم قدرتها على إغلاق ملفات الماضي المؤلم وإنصاف الضحايا كما ينبغي.

واختتم الدكتور عبد الحسين شعبان الجلسة الصباحية ببحثه الموسوم “ذاكرة الألم والعدالة الانتقالية”، حيث تناول الجوانب الفلسفية والاجتماعية لمفهوم الذاكرة الجماعية، والفرق بين العدالة التقليدية والعدالة الانتقالية، داعيًا إلى معالجة حقيقية للآثار النفسية والاجتماعية لضحايا العنف والتطرف.

ويهدف المؤتمر إلى بناء هوية وطنية عراقية مناهضة للتطرّف، وتعزيز قيم العدالة، ومواجهة الذاكرة المؤلمة بالبحث العلمي والنقاش الهادئ، لضمان مستقبل أكثر إنصافًا وسلامًا للأجيال القادمة.